ما عاد طيف
يا معشرَ الثقلينِ قلبيَ لُجَّةٌ ...... مُتَلاطِمُ الأَمواجِ والخَفَقانِ
وشديدُ عَصفِ الفِكرِ من فَرطِ الجَوى .... وغَريبُ بَوحٍ في غَريبِ مَعانِ
وشديدُ شَوقِ الوَصلِ في إشفاقِه .... ألاَّ يَشُقَّ على الحَبيبِ الحاني
الشاعر
وبِهِ لأَيّامِ الدَّلالِ تَذكُّرٌ ................ ولِعَودِ أَيَّامٍ خَلَونَ أَماني
صلاح
أَذكَى جُموحَ العاصِفاتِ بِمُهجَتي ..... بَوحُ الحبيبِ بِهَمسِهِ الفَتَّانِ
ريان
يا وَيحَ قلبيَ كم أثارَ حَنينَهُ ..... حُبٌ وكم أَروَى الحبيبَ حَناني
وصَلَى فُؤادِيَ من لَهيبِ صَبابَةٍ .....لا تَستَكينُ بِخافِقي وَجِناني
تجري الخَواطِرُ في الفُؤادِ حَثيثَةً ..... وتَعودُ مُنهَكَةً من الجَرَيانِ
تشكو نُفورَ القَلبِ في وَثَباتِهِ ..... وتَضيقُ ذَرعَاً مِنهُ بالهَيَجانِ
قَد كُنتَ يا نَبعَ الحَنانِ مَفازَتي ..... فِيها المَقيلُ وَشَهدُ طَلعِكَ داني
فَلَكَم سَعَيتُ إلى الظِّلالِ بِغَفوَةٍ .... وَلَكَم كُؤسَاً من يَدَيهِ سَقَانِي
الشاعر
وَلَكَم جَنَحتُ كَمَا الصَّبِيِّ مُشاكِسَاً ..... وَلَكَم إِلى حُضنٍ لَهُ ناداني
صلاح
خَوفَاً عَلَيَّ مِنَ الهَجيرِ وَحَرِّهِ ..... وإِلى جَناحِ الحُبِّ كَم آوَانِي
ريان
كم كُنتُ أَهدي مُقلَتَيهِ مَعانِيَاً .... بِلَوَاحِظِي مِثلَ الَّتي أَهداني
وَلَطالَما بِكَ قد مَشيتُ مُفاخِراً .... وَلَطالَما أَسمو عَلى أَقراني
قد كانَ ظِلاً ما غَفَوتُ يُظِلُّنِي .... أَغشاهُ إِذ يَغفو كَما يَغشانِي
أَجنِي بِلُقياهُ الرَّغائِبَ جَمَّةً ..... مِثلَ الذي يَجنِيهِ إِذ يَلقاني
ما ظَنَّ قلبي أَنَّنِي أَنسى الَّتي ..... قَلبٌ لَهَا ما ظَنَّ أَن يَنسانِي
وتَقولُ يا نورَ العُيونِ تَمَنُّعِي .... طَمَعَاً إِلَيكَ بِجَنَّةِ الرِّضوَانِ
أَوَلَيسَ هذا بِالمُثيرِ غَرابَةً .....بَعدَ الوِدادِ مِنَ الجَّفاءِ أُعانِي
أَيَطيبُ لِي عَيشٌ وَأَنتِ بَعيدَةً ..... عَنِّي وَنَفسِي لَم تَعُد بِمَكانِي
ما عادَ مَوطِنُ مَن أُحِبُّ كَمَوطِنِي .... حَتَّى وَلا زَمَنٌ لَهُ كَزَمانِي
ما عاد طيفا في المنام يزورني .... شبقا أراه ولا أظن يراني
صلاح ريان