برامج الفضائيات أصبحت تمثّل «مصدر رزق» للفنانين، شأنها شأن الغناء والتمثيل، وربما أفضل. فالنجم (أو النجمة) الذي يظهر في برنامج فضائي، لا يذهب من أجل «تلميع» صورته، أو البحث عن المزيد من الأضواء والشهرة، ولكنه يتلقّى أجراً، تماماً مثل إطلالته في حفلة أو مشاركته بالتمثيل في السينما والتلفزيون!
الطريف أن المنافسة بين الفضائيات على جذب النجوم جعلتهم يغالون في أجورهم بحسب العرض والطلب.
وكما عوّدتكم «سيدتي» على فتح ملفات في تحقيقاتنا الفنية تكون مغايرة وتكشف لكم ما لا تعلمونه في كواليس عالم الفن. ففي تحقيقنا اليوم نفتح ملف المبالغ التي يتقاضاها الفنانون مقابل الظهور في برامج القنوات الفضائية، فالجمهور يشاهد ويطلب استضافة فنان معيّن لكن السؤال: هل يتقاضى الفنانون مقابلاً مادياً من أجل الظهور في البرامج الحوارية، وهل أصبحت اللقاءات التلفزيونية مرتبطة باسم القناة أم بمن يدفع أكثر. كل هذه الأسئلة وأكثر ستعرفون أجوبتها من خلال التحقيق التالي:.
محمد الشهري، مقدّم برنامج «حروف وألوف» ومدير مكتب ال mbc يقول: هي موضة
لا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، فالفنانون يتّبعون نظام «من يدفع أكثر»؟ لكن، وبصراحة، ال mbc لاتعاني من هذه المسألة فالفنان يفكر 100 مرة قبل أن يطلب منا مقابلاً مادياً. ولكن بكل تأكيد، هناك استثناءات، فإذا كانت القناة ستستفيد من هذه الحوارات بحفل فني أو سهرة فنية فإننا لا ننتظر الفنان كي يطلب مقابلاً مادياً بل نحن من نعرض عليه مبلغاً لايستطيع أن يجادل فيه، فنحن نقدّر الفن والفنانين ونستطيع تقييم المبالغ التي يجب دفعها لهم.
الممثلة البحرينية فاطمة
عبد الرحيم قالت: نعم، لماذا لاتدفع القنوات لقاء ظهورنا فيها، فهي تستفيد من الإعلانات في البرامج التي تعرضها، وبالتالي من حق الفنان أن يستفيد. بالنسبة إلي، هناك قنوات لا يمكن أن آخذ منها وذلك لما أجده من تقدير لديهم واحترام يفوق أي مبلغ مادي، لكن بالمقابل، هناك قنوات أخرى لا أرضى بأن أظهر عبرها إذا لم تدفع وذلك لأسباب عدة، فهناك بعض القنوات تدفع لأشخاص معينين وأسماء معينة، في حين ترفض أن تدفع للفنان الخليجي. وكما قلت، هي مصلحة متبادلة بين الطرفين فهم يكسبون من الإعلانات نتيجة تواجدي معهم، وكذلك أستفيد أنا منهم.
أما الممثل خالد سامي فقال: أنا ضد أن يتقاضى فنان أجراً مقابل أن يظهر لجمهوره. فالإعلام يخدم الفنان كما الفنان يخدم الإعلام. وأنا شخصياً، لم يسبق أن طلبت أي مبلغ، وضد من يقوم بذلك،
ولا أعتقد أننا كفنانين خليجيين نشترط هذا الأمر. وأذكر أن برنامج «سباق المشاهدين» كان يقدّم للفنان عند انتهاء البرنامج كاميرا فيديو أو «لاب توب» (كمبيوتر محمول) في نهاية الحلقة، وقد شاركت فيه ويكفيني هذا. فالبرامج الحوارية تخدم
الفنان ويستفيد من تواجده فيها
لكي يتقرّب إلى الجمهور.
أما «أخطبوط العود» الفنان
عبادي الجوهر فيقول: لايطلب الفنان عادة أي مبالغ مقابل ظهوره. فالمهمّ: ما هي القناة، وماذا ستقدّم له، ومن هو المذيع، هذا هو المبدأ الذي أتبعه في كل حواراتي التلفزيونية. أما بالنسبة للقنوات الهابطة. فأرفض الظهور فيها. وعادة ما أشارك في البرامج التي تضيف لي وتعرّف الجمهور بي وليس لمجرد الظهور فقط.
الإطلالات النادرة للفنان
راشد الماجد معروفة من جميع القنوات الفضائية وحتى الصحافة الفنية، وهو لايمكن أن يقبل بالظهور مقابل أي مبلغ مادي، ويقول: معروف أنني لم أظهر خلال ال 12 عاماً الماضية سوى مرتين على ال mbc ومرة مع الإعلامي زاهي وهبي في برنامج «خليك بالبيت»، وفي كلتا المرتين
لا أفكر حتى في مسألة المبالغ المالية وأرفضها جملة وتفصيلاً. فالمهم هو كيف يكون الحوار، ومع من، وفي أي قناة، فمشاركتي تكون من أجل الجمهور وليس من أجل الكسب المادي.
الفنانون الكويتيون غاضبون لعدم مساواتهم
بالفنانين العرب
كشفت المذيعة الكويتية نهى نبيل التي شاركت في تقديم برنامج «نجم الخليج»، الذي عرض عبر شاشة تلفزيون دبي، عن الفنانين الذين طلبوا أجوراً مادية ضخمة نظير استضافتهم في برنامج تلفزيوني قائلة: «أثناء مشاركتي في برنامج «نجم الخليج» حصل الفنان محمد عبده على أعلى أجر نظير استضافته في البرنامج لمدة عامين متتاليين، كما اشترط «فنان العرب» تكريمه خلال الحلقتين. حينما كنت أسجّل برنامجاً لصالح قناة «فواصل» في دبي، وأثناء وجود الفنانة اليسا في المدينة ذاتها للمشاركة في إحدى الفعاليات الفنية، عرضت أسرة البرنامج على اليسا المشاركة فيه، لكن اليسا طلبت مبلغ 20 ألف دولار أميركي نظير هذه المشاركة. وطلب الفنان الإماراتي نجم «سوبر ستار» سعود بو سلطان مبلغ 9 آلاف دولار.
وتضيف: يجب أن أذكر أن بعض الفنانين لا يشترطون حصولهم على أجر مادي نظير مشاركتهم في أي برنامج، ومنهم الفنانة ماريا وغيرها من الفنانين الكويتيين الذي استضفتهم ضمن برامج خاصة بتلفزيون الكويت.
أما المذيع طلال الماجد فيروي حكاية حدثت مع الفنانة البحرينية زينب العسكري، التي رفضت الظهور في برنامج «حلم وتحقق» ويقول: «إتصلت بالفنانة زينب العسكري وكنّا نودّ مشاركتها في البرنامج، لكنها اشترطت حصولها على أجر مادي نظير هذه المشاركة. حاولت إقناعها بشتى الطرق، فذكرت لها أن فكرة البرنامج تدور حول أحد الأطفال الذي يودّ مقابلة فنان معين ويهدف البرنامج إلى تحقيق حلمه، لكن زينب العسكري لم تعدل عن قرارها وأصرّت على حصولها على مبلغ مادي نظير المشاركة. لذلك، قرّرنا التخلي عن استضافتها. ويضيف: لم أكن أتوقع هذا الرد من الفنانة زينب العسكري، خصوصاً أن البرنامج يهتم بتحقيق أمنيات الأطفال ومعظمهم من ذوي الإحتياجات الخاصة.
ومن جهته، يقول المذيع
محمد طاحون الذي استضاف معظم نجوم الخليج عبر شاشة «فنون»: لم يشترط النجوم الذين حلّوا ضيوفاً عبر برنامج «حيلهم بينهم» حصولهم على أجر مادي نظير المشاركة في البرنامج الذي عرض خلال شهر رمضان الماضي. ويضيف: لا أخفيك أنني أسمع بهذه الأمور، لكن لم يطلب مني أي فنان دفع مبلغ مادي معين خلال مشواري الإعلامي. ويقول: أعتقد أن الفنان الذي يشترط حصوله على مبلغ مادي نظير المشاركة ليس مذنباً، وكذلك القناة التلفزيونية لم تظلم الفنان حين أحجمت عن دفع المبلغ المادي له.
ويطالب الفنان غانم الصالح بإنصاف الفنانين الكويتيين ودفع أجور مادية لهم نظير مشاركتهم في برامج تلفزيونية أسوة بزملائهم الفنانين العرب. ويؤكد الفنان غانم الصالح أن الفنانين الكويتيين يعانون من الإهمال من قبل المسؤولين في الجهات المختصة. لذلك، يجب منحهم حقوقهم كاملة في بلدهم لكي لا يهاجروا ويبحثوا عن فضائيات أخرى تؤمّن لهم الإمكانات اللازمة لتقديم أعمالهم التلفزيونية، مشيراً إلى إن معظم النجوم هجروا تلفزيون الكويت وبحثوا عن بدائل أخرى ترضي طموحهم.
ويؤكد الممثل محمد العجيمي على ضرورة الإعتراف بالجهود التي يبذلها الفنان الكويتي لإظهار صورة ناصعة عن بلده، مشيراً إلى أنه يتحمّل كل الصعوبات ويتغاضى عن حقوقه المادية نظير مشاركته في أعمال من إنتاج تلفزيون الكويت، ويقول: نطالب المسؤولين في وزارة الإعلام بإعطاء الفنان الكويتي أهمية في بلده وعدم تجاهله وتفضيل الفنانين الآخرين عليه. لذلك، حينما يطالب الفنان بأجر مادي نظير المشاركة في برامج تلفزيونية لا يعني أنه ارتكب خطأ فادحاً إنما طالب بأبسط حقوقه، خصوصاً أن التلفزيون الكويتي يوفّر للفنانين العرب تذاكر السفر والإقامة في فنادق 5 نجوم، إلى جانب أجر مادي نظير مشاركتهم في برامج تلفزيونية. لذلك، أعتقد أن الفنان الكويتي لا يقل أهمية عن الفنانين العرب، وعليه المطالبة بحقوقه.
في لبنان
«بيزنيس» ومال وفير
وسط المنافسة الحامية بين البرامج الفنية على امتداد خارطة القنوات الفضائية، برز برنامج «تاراتاتا» على شاشة دبي بفكرته المميّزة التي تعتمد على استضافة كبار النجوم في العالم العربي وجمع عدد كبير منهم في كل حلقة. ولكن السؤال الأبرز الذي كان يطرح نفسه في هذا المجال: كيف تمكّن البرنامج من جمع كل هؤلاء النجوم؟ وكانت الإجابة موحّدة لدى المراقبين في الساحة الفنية بأن المبالغ الطائلة المدفوعة لهم هي السبب باجتماعهم في البرنامج وغنائهم
ال «دويتوهات» سوياً. وفي معلومات أكيدة أن نجمةً خليجيةً مشهورة حلّت في البرنامج، كانت على وشك الإنسحاب منه في اللحظات الأخيرة بسبب تشبّثها بالرقم الذي حدّدته ثمناً لإطلالة تليق بها في البرنامج فيما كان المسؤولون عنه يريدون تخفيضه. وكانت الحلقة على وشك أن تلغى في ظل عدم حضور النجمة الخليجية إلى الأستوديو الذي كان بدأ يشهد تململاً من الجمهور الذي يستعان به لتصوير البرنامج. إذ مرّت ساعتان على الموعد المحدّد لبدء التصوير في العاشرة مساء من تلك الليلة والجمهور ينتظر بتململ، إلى أن حضرت النجمة الخليجية في الواحدة من بعد منتصف الليل وراحت تعطي أعذاراً تخفيفية للجمهور، منها أن طائرتها وصلت للتو قادمة من إحدى الدول العربية وأنها قادمة خصيصاً من أجل الجمهور وما إلى هنالك من العبارات الرقيقة التي يمنّن بها غالباً الفنانون الجمهور علماً انها كانت تجري «البروفات» على اغانيها طيلة النهارفي المكان نفسه. وقد علم أن وفداً من البرنامج توجّه إلى الفندق حيث كانت تنزل النجمة الخليجية المشهورة، ومكث يتفاوض معها من العاشرة حتى الواحدة فجراً ولبّوا طلبها بالرقم الذي حدّدته لإطلالتها كملكة والذي وصف بالضخم جداً (80 ألف دولار) وقد اضطرّ المخرج بين الحين والآخر لقطع التصوير كي يعطي ملاحظة لبعض من الجمهور حتى يعاودوا نشاطهم بالتصفيق بسبب النعاس الذي غلبهم. وقد انتهى تصوير الحلقة في الخامسة والنصف فجراً.
لم يكن سهلاً اختراق السريّة التي تفرضها بعض القنوات على برامجها الفنية وبالتالي الأسعار التي تحدّدها لكل فنان. ولكن معظم القنوات اللبنانية أجمعت بأنها متضرّرة من المبالغ الضخمة التي باتت ترصدها على شاشتها، ما يجعل الفنانين يطمعون ويطالبون بمبالغ قد تتراوح ما بين 50 و100 ألف دولار لا تملك هذه القنوات القدرة على دفعها. إذ بمقدور البعض ووفق ما أكّدته ل «سيدتي» دفع مبالغ ما بين 5 آلاف و20 ألف دولار. وهذا الأمر تطبّقه ال LBC في برامجها حالياً ومؤخراً في «قسمة ونصيب»، وأحياناً يطالب الفنانون بأجور أكبر. وإزاء رفض القناة الخضوع لشروطهم يرفضون الإطلالة في برامجها، ولا يكون المبلغ ثابتاً على هذا الرقم. إذ إن استقدام الفنان من الخارج تستتبعه تكاليف أخرى منها إقامته في أرقى الفنادق في لبنان وجلب فرقته الموسيقية أحياناً أو مدير أعماله. وكلّها شروط يضعها الفنان مقابل إطلالته في البرنامج.
الأدنى أجراً
ويتساءل مصدر في إحدى القنوات اللبنانية قائلاً: «السؤال البديهي الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو: ما المردود المادي الذي تجنيه قناة من حلقة تدفع فيها مبالغ ضخمة لفنان تتخطّى ال 50 أو ال 70 ألف دولار؟
وبجردة على القنوات اللبنانية تبين أن الفنان اللبناني هو الأدنى أجراً مقارنة بالمصري صاحب الرقم القياسي مقابل إطلالته في برنامج لبناني، حتى إن ذلك المصدر يقول إن المصريين هم وراء فكرة ضرورة نيل الفنانين مستحقّاتهم نظير مشاركتهم في أي برنامج تلفزيوني.
ويعلن المصدر في القناة اللبنانية البارزة عن استغرابه من الفنانين الجدد الذين لم يمض سوى وقت وجيز على انطلاقتهم وفرضهم شروطاً لنيل 5 آلاف دولار مقابل إطلالتهم في البرنامج، بينما ينال الأجر نفسه المطرب القدير وديع الصافي وهو حق له برأي المصدر كي يعيش بكرامة في مثل سنه في وقت لا يحيي فيه الحفلات. وأكّد المصدر أن المطربة القديرة صباح لا تنال أي أجر. وقد أصبحت الإطلالة التلفزيونية أشبه ب «بيزنيس» فالفنان لم يعد يكتفي بالمجيء وتسجيل برنامج لقناة واحدة، إنما بات يستغلّ وجوده في البلد المضيف ليسجّل برنامجين وثلاثة في الوقت ذاته. وإذا كانت فنانة فإنها لا تتكبّد أعباء مادية إذ تطل بفستان من توقيع مصمّم أزياء لا تتردّد بالإعلان عن اسمه وعن مزيّن الشعر والماكيير.
ولا يغفل أحد عمّا حقّقه برنامجا «ساعة بقرب الحبيب» و«لمن يجرؤ فقط» على شاشة ال LBCI منذ بضع سنوات من شهرة واسعة على نطاق العالم العربي، وقد تمكّنت «سيدتي» من الحصول على الأجور التي دفعتها القناة لضيوف البرنامجين على الشكل التالي:
«ساعة بقرب الحبيب»: المطرب عبادي الجوهر، الفنان أحمد عدوية، الممثّلون آثار الحكيم، حنان ترك، مريم فخر الدين، محمد هنيدي ومحمود قابيل. وقد نال كل واحد من هؤلاء النجوم 5 آلاف دولار.
فيما نالت النجمة يسرا 10 آلاف دولار، وحلّت كل من الفنانة أحلام والمذيعة اللبنانية غابي لطيف مجاناً. وأيضاً حلت الفنانتان اليسا وهيفاء وهبي من دون مقابل لأن القناة تروج لأعمالهما.
بعد «ساعة بقرب الحبيب» جاء دور «لمن يجرؤ فقط». وقد نال ضيوفه الفنانون الأجور التالية:
الراقصة دينا، الممثّلة إلهام شاهين، الفنانة لوسي، الإعلامي عمرو أديب والممثّل فاروق الفيشاوي. وقد حصل كل واحد منهم على 5 آلاف دولار. ونالت كل من الراقصة فيفي عبده والممثّلة نبيلة عبيد 10 آلاف دولار نظير مشاركتهما في البرنامج. في حين حلّ الفنان الإماراتي عبد الله بالخير والمخرجة إيناس الدغيدي مجّاناً.
ومن الأرقام التي رشحت من برنامج «قلبي دليلي» الذي عرضته مؤخراً ال LBC، الحلقة التي حلّت فيها الفنانة أصالة ونالت مبلغ 15 ألف دولار. أما أقصى مبلغ دفع في «ستار أكاديمي 4» للفنانين فقد بلغ 15 ألف دولار.
إسم المخرج باسم كريستو بات أشبه ببصمة مطبوعة على غالبية برامج المنوّعات الفنية. «سيدتي» سألته عن رأيه بظاهرة دفع مبالغ طائلة للفنانين في البرامج التلفزيونية فقال: «ثمة برامج كثيرة ك «تاراتاتا» تتطلّب من الفنان «بروفات» لساعات طويلة، تمهيداً لغنائه بشكل مباشر في حلقة حوارية معه، وهذا الأمر يعتبره الفنان تماماً كأي حفلة يحضر لإحيائها. علماً أن هناك آخرين يرفضون استضافتهم إلا بمقابل». وعن السعر الذي يتقاضونه يضيف: «لا يمكنني تحديد أرقام معينة. كل ما أستطيع قوله في هذا المجال
أنه يبدأ من الصفر (أي مجاناً) ويصل إلى 100 ألف دولار. رافضاً تحديد إسم الفنان الذي تقاضى
هذا الأجر». وأشار أن بعضهم يطلب أكثر من هذا الرقم كالفنان
كاظم الساهر لذلك تكون إطلالته نادرة.
عبد الفتّاح المصري المدير الإقليمي لل mbc علّق على هذا الموضوع قائلاً: «نحن في المبدأ ضد الدفع لأي كان. ولكن، في ظل وجود قنوات أخرى تقوم بذلك، فقد دخلنا في هذا التيار حيث بات هناك تزاحم في السنوات الأخيرة على استضافة الفنانين في البرامج. وصارت الفضائيات كدبي و«أوربت» وأبو ظبي تدفع مبالغ كبيرة. علماً أن البرامج لدينا ليست كلها مدفوعة وعلى سبيل المثال، أطلّ نجوم كثيرون في برنامج الإعلامي محمود سعد من دون مقابل ومنهم ماجدة الرومي، أنغام ونبيل شعيل...». وعمّا قيل بأن مبالغ ضخمة دفعت للفنانين الذين حلّوا ضيوفاً في «دندنة»، نفى المصري هذا الكلام قائلاً: «ليس بالشكل الذي قيل عنه. فالمطربة وردة مثلاً أخذت مبلغاً منطقياً، وغيرها أيضاً. هناك فنانون أطلّوا على ال mbc من دون أن يأخذوا أجراً لأنهم يستفيدون ليس من الضرورة من مبالغ مادية إنّما من الإعلانات التي توفّرها القناة لأعمالهم أو حفلاتهم. علماً أن بعض الفنانين يدّعون نيلهم مبالغ ضخمة كنوع من «البرستيج». وهناك من رفضنا استقبالهم في «ألبوم» بسبب المبالغ التعجيزية التي طلبوها.
منذ مدة استضاف برنامج «تاراتاتا» على تلفزيون دبي مجموعة من الفنانين منهم لطيفة وأحلام وعاصي... وعندما اتّصلنا بعدد منهم، راحوا يقارنون بين السعر الذي دفع لهم في «تاراتاتا» وما عرضناه عليهم، وبعضهم رفض الظهور في «ألبوم». وبحسب ما علمت أن لطيفة نالت في «تاراتاتا» مبلغ 70 ألف دولار، وهو رقم لم تدفعه ال mbc بتاريخها. فالمعدّل الذي ندفعه يتراوح بين 20 و25 ألف دولار. بالنهاية الحلقة تخضع لمقياس
ال «بيزنيس». وندرس ما المردود الذي ستجنيه الحلقة من استضافة
الفنان.
في مصر
إرتفاع في الأسعار
في مصر بعض النجوم يرفضون الظهور في أي برنامج سواء بمقابل أو دون مقابل، ومن هؤلاء النجم عمرو دياب ونجم الكوميديا محمد سعد لدرجة أن هناك إشاعة انطلقت داخل الوسط الفني تقول إن سعد يشترط للظهور في أي برنامج فني الحصول على 75 ألف دولار، وهذا ما نفاه سعد في أكثر من لقاء صحفي.
«الزعيم» عادل إمام ضرب الرقم القياسي في الأجر الذي تقاضاه في برنامج هالة سرحان «السينما والناس» الذي كان يذاع على «روتانا سينما»؛ حيث إنه تقاضى ثلاثة ملايين جنيه رغم ما تردّد عن تقاضيه مبلغ خمسة ملايين جنيه!
والنجوم المصريون واللبنانيون على حد سواء ارتفعت أجورهم في هذا الصيف، خصوصاً في ظل الطلب الكثير عليهم، ووصل أجر الفنان اللبناني راغب علامة إلى 25 ألف دولار، وإذا كان التصوير يتم بمصر يكون انتقاله من بيروت على نفقة البرنامج هو وخمسة من فرقته الموسيقية ومدير أعماله وكذلك الإقامة، ومثله الفنان عاصي الحلاني.
أما الفنانة هيفاء وهبي فتتقاضى بدون فرقتها الموسيقية 25 ألف دولار إذا كان التصوير داخل لبنان، و40 ألف دولار خارج لبنان شاملة الانتقالات والإقامة ومثلها الفنانتان نانسي عجرم وإليسا. أما الفنانة ميريام فارس وإذا كان التصوير داخل مصر فهي تتقاضى 15 ألف دولار شاملة الإنتقالات
والإقامة، وتستعين بفرقة موسيقية من مصر على نفقتها الخاصة.
الفنان هشام عباس يتقاضى
25 ألف جنيه إذا كان التصوير داخل مصر، ويتقاضى نفس المبلغ بالدولار إذا كان البرنامج يتم تصويره خارج مصر.
أما الفنان إيهاب توفيق فيتقاضى 35 ألف جنيه داخل مصر و15 ألف دولار في الخارج.
في حين يتقاضى عصام كاريكا داخل مصر من 5 إلى 10 آلاف جنيه، وبالدولار خارج مصر.
النجم هاني شاكر يتقاضى
25 ألف دولار داخل أو خارج مصر، وهؤلاء النجوم المصريون هم الأكثر طلباً في القنوات الفضائية.
ودخل معهم مؤخّراً الفنان
سعد الصغير الذي كان يتقاضى ألف جنيه منذ عام واحد في إطلالاته الفضائية، وهذه الأيام يتقاضى 20 ألف جنيه داخل مصر بفرقته الموسيقية، وبالدولار خارج مصر.
الفنان الشاب محمد حماقي انضمّ أيضاً إلى قائمة النجوم الذين يشاركون في البرامج الفنية بالقنوات الفضائية، ويتقاضى 15 ألف دولار خارج مصر و10 آلاف جنيه داخل مصر.
قائمة نجوم السينما تضم العديد من الأسماء فنجد نجم الكوميديا محمد هنيدي وأحمد السقا وأحمد حلمي وكريم عبد العزيز على رأس القائمة، حيث يتقاضى كل منهم أجراً يتراوح ما بين 20 و25 ألف جنيه داخل مصر مع الإشتراط بألا يتعدى وقت البرنامج الساعة والنصف.
أما خارج مصر فأجر كل منهم يتراوح ما بين 15 و20 ألف دولار.
نجمات السينما منى زكي
وهند صبري ونور ومنّة شلبي، كل منهن تتقاضى 5 آلاف دولار في البرنامج داخل مصر، ويطلبن 15 ألف دولار خارج مصر.
يقول الفنان محمد صبحي إن الحصول على أجر نظير الظهور في برامج حوارية «إهانة» كبيرة بحق الفنان: «وأضاف أنا لا أوافق على الظهور بهذا الشكل بل سعيت للظهور في بعض البرامج الحوارية من أجل توصيل معلومة أو إيضاح شيء ما للجمهور، وإن كانت هناك بعض القنوات الفضائية التي تضع ميزانية كبيرة للنجوم، فأنا شخص أرفض الحصول على هذه الأموال، وأعتبرها إهانة في حقي».
شريف منير: «الأمر يختلف من قناة إلى قناة، ومن فضائية إلى أخرى. ففي برنامج «سهر الليالي» الذي كان يعرض على قناة «دريم»، كان الضيف يحصل على 200 جنيه أما برنامجي الآخر على قناة «الراي» فيحصل الضيف منه على 500 دولار، وكنت أحصل على 2500 دولار في الحلقة الواحدة مقابل تقديم البرنامج، وعندما أحلّ ضيفاً على قناة فإن أجري يتراوح ما بين 5 و10 آلاف جنيه حسب القناة».
رامز جلال: «أتقاضى أجراً حسب القناة، فالقنوات الخليجية تدفع أكثر من غيرها وغالباً ما يتراوح أجري بين 3 و 8 آلاف جنيه عن الحلقة الواحدة، وهذا الأسلوب موجود في كل تلفزيونات العالم، فالنجم يحصل على أجر مقابل استقطاع جزء من وقته».
خالد صالح: «كنت في البداية أتقاضى 4 آلاف جنيه عن الحلقة الواحدة، وبعد الشهرة التي حصدتها أصبحت أحصل على مبلغ يتراوح ما بين 8 و10 آلاف.
داليا البحيري: «الفنان هو الذي يحدّد لنفسه رقماً ما، حسب نجوميته ومكانته لدى الجماهير، وأنا غالباً أحصل على مبلغ يتراوح ما بين
6 و10 آلاف جنيه في الحلقة».
يسرا لا تفضّل الظهور إلا مع النجوم الكبار أمثال محمود سعد وهالة سرحان، وترفض الحصول على مبلغ أقل من 20 ألف جنيه عن الحلقة الواحدة.
مصطفى قمر وبعد أن كان يحصل على 10 آلاف جنيه عن الحلقة الواحدة تراجع إلى 5 آلاف؛ لأن نجوميته تأخّرت، ويرى أن العملية مسألة عرض وطلب ليس إلا.
مدحت صالح: «أنا أترك تحديد الأجر لمدير إنتاجي الذي يقوم بالتفاوض بدلاً مني، وكنت أحصل في السابق على 20 ألف جنيه، لكن الوضع اليوم اختلف وأصبحت أحصل على رقم أقل».
حنان ترك تحصل على مبلغ يتراوح ما بين 4و 6 آلاف جنيه في الحلقة الواحدة، وتقول: «أما في التلفزيون المصري فأنا لا أحصل على أية مبالغ مالية؛ فهو الذي صنع نجوميتي».
أحمد عيد يحصل على 6 آلاف جنيه نظير الظهور في بعض الفضائيات، وقد يصل المبلغ إلى 10 آلاف جنيه.
مريم فخر الدين تفضّل ألا تظهر على الإطلاق في أي برامج دون الحصول على مقابل، حتى ولو كان التلفزيون المصري الذي لا يعطي نجومه مبالغ مالية. وهي ترى أن المبالغ قد تختلف من قناة إلى قناة، ومن بلد إلى آخر؛ لأنها تعتقد أن حواراتها مثيرة للغاية، ويتابعها الكثيرون من الوطن العربي؛ لذا فهي لا ترضى بالظهور بأقل من 5 آلاف جنيه عن الحلقة الواحدة، وتصل إلى 10 آلاف جنيه في القنوات الفضائية.
لا تصدّقوهم
عن تجربته مع النجوم في البرامج التلفزيونية يتحدّث الإعلامي صلاح الدالي؛ الذي قام بإعداد أشهر برامج المذيعة منى الحسيني «حوار صريح جداً»، «اللقاء الحاسم»، «على المكشوف»، «كلام في الملفات»، و«اعترافات في لحظات»، وأعدّ برنامج سمير صبري «هذا المساء»، وبرنامج «حبيب الملايين» لدينا عبد الله، ويعد حالياً برنامجي «ساعة صفا» و«سهراية» ل صفاء أبو السعود.
الدالي يقول: «لا تصدّقوا كل ما يعلنه النجوم عن أجورهم الفلكية مقابل مشاركتهم في البرامج التلفزيونية خصوصاً في شهر رمضان؛ لأنهم يسعون للترويج لأنفسهم سعياً وراء رفع أسهمهم. لكن بالنظر إلى أذون الصرف التي تخرج من خزينة القناة نكتشف أن الأرقام المعلنة خيالية جداً، بل وغير منطقية في أحيان كثيرة».
يضيف: «بالطبع هناك استثناءات لكل قاعدة، فنجوم مثل عادل إمام وعمرو دياب ونانسي عجرم وهيفاء لهم حسابات خاصة. وفي برنامج «سهراية» استضفت أسرة كل فيلم عرضته دور العرض السينمائي في الصيف الماضي، ولم يحصل الفنانون على أية أجور».
أرقام تفتقر للدقة!
محمد خضر مدير إنتاج قناة «دريم» يقول: «لا ندفع أجوراً كبيرةً للنجوم خصوصاً أن برامج القناة قوية مثل «العاشرة مساء» الذي يتهافت الجميع للظهور فيه». ويضيف: «كل الأرقام المعلنة تنقصها الدقة، لكن بعض القنوات تقدّم أجوراً جيدة للنجوم من بينها «دبي» و«الراي».
الفنانون السوريون يستغربون
في سوريا لا زالت ظاهرة تقاضي الفنانين أوالمشاهير أجوراً مادية لقاء مقابلة تلفزيونية أو صحفية في بداياتها، في مجتمع فني يعتبر فقيراً نسبياً مقارنة بوضع الفنان المادي في مصر أو الخليج. سألنا مديرة التلفزيون السوري ديانا جبور عن مدى إعطاء التلفزيون السوري مقابلاً مادياً لضيوفه، في برامجه وسهراته الفنية التي تقدّم بشكل أسبوعي أو شهري على شاشته الأولى أو الفضائية السورية فقالت: «غالباً ما يقدّم للفنانين ضيوف سوريا في مهرجاناتها الفنية شيء رمزي وهدايا لكونهم ضيوف البلد أو المهرجان. وهناك بلا شك من يطلب مقابلاً مادياً ولكننا تلفزيون حكومي ولا نهتم بالإعلانات ولهذا فغالباً ما تكون مقابلاتنا مع النجوم مجانيّة».
صرّح النجم دريد لحّام بأنه ليس من النوع الذي يجعل المال هاجسه ويضعه كشرط للقاءاته التلفزيونية، فأحياناً تكون الكلمة والرسالة التي سيوصلها للناس من خلال المقابلة أهم بكثير من المال الذي سيحصل عليه. وقال: «غالباً لا أطلب شيئاً وهناك قنوات تضع في الحسبان موضوع المكافأة المالية على المقابلة، ولكنها لا تهمّني ولست ممّن يناقشون بشأنها أبداً، وأقوم بإجراء المقابلات مع كل القنوات بأجر أو بدون أجر وهذا واجب علينا تجاة جمهورنا الحبيب».
أما النجمة سوزان نجم الدين فقالت: «بالنسبة لي لا أطلب أي مبلغ من أي قناة تقوم بإجراء حوار معي، وأحياناً تقوم القناة برصد مبلغ مادي مقابل اللقاء التلفزيوني. ولكن هناك من يرى أن المقابلة تستغرق من وقته وجهده ومن حقّه أن يطلب مبلغاً عنها، وهذه وجهة نظر أحترمها وهي سياسة متّبعة في كل قنوات العالم».
وتعتبر النجمة منى واصف طلب أي مبلغ من أي جهة إعلامية أمراً معيباً ويقلّل من قيمة النجم الذي يطلبه، وأكّدت رفضها لهذا المبدأ وقالت بأنها تستقبل كل من يريد إجراء مقابلة معها وأحياناً تعطي مقابلات لصحفيين مبتدئين دون مقابل، وتعتبر هذا الأمر مساعدة لهم في انطلاقتهم الصحفية.
أما المطربة ميادة الحنّاوي فقالت: «لست بحاجة لأطلب مبلغاً لقاء مقابلة تلفزيونية، مع أن عدداً من الفضائيات تطلب مني مقابلات بشكل مستمر. وهناك نجوم غالباً ما يفرضون شروطهم ليستفيدوا مادياً من نجوميتهم، وفي سوريا هذه العادة لم تنتشر حتى الآن ولكنها موجودة». وقالت ميادة: «لا أحب أسلوب المقابل في كل شيء وأفضّل الإنسانية في التعامل مع الآخرين».
أما النجم باسل خيّاط فيعتقد بأن ذروة الأجور التلفزيونية العالية للنجوم تكون في رمضان وفي فترة العروض الكبيرة للأعمال التلفزيونية. حينها تتسابق البرامج على الدفع لاستقطاب النجوم لإجراء مقابلات تعتبر سبقاً تلفزيونياً من أجل الكشف عن تفاصيل شخصية البطولة التي يجسّدها في العمل الذي يلاقي شعبية كبيرة لدى المشاهدين حسب رأي القناة، وحينها تزداد أجور الفنانين على الشاشات حسب نجوميتهم ومدى نجاح عملهم. ويعتقد باسل أن هذه ظاهرة منتشرة ومعروفة عالمياً ومن حق
الفنانين تقاضي الأجر الذي يناسبهم. وعن نفسه يقول: “لست ممن يشترطون أجراً مقابل ظهورهم على قناة معينة».
أما النجمة صفاء سلطان فتقول: «هناك قنوات تعطي أجراً مقابل اللقاء وبعض الفنانات من جيل الشباب بتن
لا يقمن بإجراء أي حوار إلا بمقابل وهذه ظاهرة مرفوضة لدي».
وترى لورا أبو أسعد أن القناة التلفزيونية تجارية وتحصد إعلانات تجارية جراء المقابلة الفنية مع النجم. الأمر كله «بيزنس» فلماذا لا يأخذ الفنان حقه المادي من المقابلة.
مليون جنيه ل عمرو دياب!
من المطربين الذين لا يرغبون الظهور في البرامج التلفزيونية المطرب عمرو دياب، إلا أنه ظهر في برنامج «سكوت هنغني» الذي تم عرضه على شاشة القناة الأولى في التلفزيون المصري مقابل مليون جنيه، وهذا الرقم يعتبر رقماً خيالياً لكي يدفعه التلفزيون المصري لمطرب ما، إلا أن هذا المبلغ الذي حصل عليه عمرو دياب كان %20 من قيمة الإعلانات. وقد قام عمرو دياب بتقديم حلقتين متّصلتين، مما دفع المعلنين والقائمين على الإعلانات لتسويق منتجاتهم من خلال البرنامج، نظراً للشعبية الجارفة التي يتمتّع بها عمرو دياب والتي استطاعت أن تجلب تلك الإعلانات الكبيرة.