(لماذا طاش ما طاش ؟)لأنه جمع من المعايب مايقيم على أهله الحجة، ومنها:
1- العمل على تهوين الأخذ بأحكام الشرع المطهر والاحتكام والأخذ بغيره { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [ المائدة : 50]. ناهيك عن ترويج الاستعداء والشحناء والتعويد على رؤية المنكرات وعدم التفكير في إنكارها فضلاً عن إنكارها .
2- السخريه بأهل الخير والصلاح وإلصاق المعايب بهم, لا لذوات الأشخاص على ما فيها من مخالفة شرعية ولكن لديانتهم وصلاحهم ويحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ } [البقرة : 212].
3- لمز المتصفين بالغيرة على محارمهم ونسائهم، والمعارضة الصريحة لحجاب المرأة المسلمة، وترويج الاستحسان للتأخر في الزواج، ومحاربة التعدد المشروع.
لقد أخرجوا المرأة من عفتها وكرامتها وحجابها وطهرها، وكل ما نخشاه أن تصبح الخمور والعهر الصريح ـ كما أصبحت لغيرهم ـ من الأمور اللازمة لموادِّهم الإعلامية الساقطة ولاحول ولا قوة إلا بالله { وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ {38} فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } [ هود: 38، 39].
4- خروج المرأة مع الرجال الأجانب والدعوة للاختلاط والتبرج والسفور وخضوعًا بالقول وغير ذلك { إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [الأحزاب :53].
5- إثارة الشهوات في مشاهد بشعة تقتل الحياء، وتقضي على العفة بتفجير الغرائز، والعريّ الفاضح، وعرض المفاتن لاستمالة النشء وضياعه {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمً } [ النساء 27].
6- القيام بأفعال رعونة وسخرية وخرم مروءة وخيانة وإفلات من العقاب فأين تحصين أفكار الشباب من كل دخيل وشاذ ؟! {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيل } [ الفرقان: 44].
7- تناول عادات بعض البلدان والمناطق ومحاكاة لهجاتهم على وجه التحقير لأهلها وإظهار معايبهم؛ لبث الفرقة والانقسام بين طبقات الأمة والمجتمع { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[الحجرات: 11] , وقد حكى القرطبي في تفسير قوله تعالى: {بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ } أن من لقّب أخاه وسخر منه؛ فهو فاسق .
8- إثارة النعرات والعصبيات الجاهلية عن طريق السخرية وهذا منافٍ لمقاصد الشريعة من الحث على المحبة والألفة والإخاء والصفاء بين المسلمين { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [الحجرات: 13] , وقوله: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [الحجرات: 10] وليعلم أن من معاني السخرية والاستهزاء والاستهانة التنبيه على العيوب والنقائص على من يضحك منه، وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول،وقد يكون بالإشارة والإيماء، وقد يكون بالضحك كأن يضحك على كلام إذا تخبط فيه أو غلط، أو على بيان صنعه، أو قبح صورته ونحو ذلك.